مؤشرات معركة وشيكة في الساحل الغربي باتجاه الحديدة .. فهل سيتغير الموقف الروسي من الحرب في اليمن..؟ وما هي استراتيجية التحالف للمعركة المرتقبة..؟
يمنات – خاص
أنس القباطي
تتصاعد الغارات الجوية و القصف الكثيف لطيران و بارجات التحالف السعودي على ساحل محافظة الحديدة، غرب البلاد، منذ بداية الاسبوع الجاري.
و يستهدف طيران التحالف و بارجاته سواحل الخوخة و التحيتا و الدريهمي، بشكل غير مسبوق، و يتركز الاستهداف بشكل خاص المناطق التي يكسوها الغطاء النباتي، و معظمه من أشجار النخيل و أشجار تنمو في المناطق الساحلية.
و تسبب القصف المتصاعد و المستمر بشكل يومي منذ الاسبوع الجاري، في توقف حركة الاصطياد، بعد قصف عدة قوارب صيد و مقتل العشرات من الصيادين.
كما تستهدف غارات الطيران شبكات الاتصالات، و هو ذات الأسلوب الذي انتهجه طيران التحالف في يناير/كانون ثان الماضي، في مديريات ذو باب و المخا و موزع و الوازعية الساحلية بمحافظة تعز، قبل اطلاق عملية الرمح الذهبي، التي وصلت خلالها القوات الموالية للتحالف السعودي إلى مدينة المخا في فبرائر/شباط 2017.
تمهيد لمعركة جديدة
و يرى مراقبون أن تصاعد وتيرة القصف الجوي و البحري، يعد تمهيدا لاطلاق المرحلة الثانية من عملية الرمح الذهبي باتجاه ساحل محافظة الحديدة.
و اعتبروا أن ذلك مؤشر على أن التحالف السعودي اتخذ قرارا ببدء المعركة باتجاه ساحل الحديدة.
يأتي ذلك رغم التحذيرات التي اطلقتها الامم المتحدة و منظمات دولية من مغبة الاقدام على عمل عسكري باتجاه ميناء الحديدة، الذي يعد المنفذ الوحيد لوصول المساعدات إلى المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة الانقاذ، و ما سيترتب عليه من تردي الوضع الانساني و حصول مجاعة متوقعة.
تحذير روسي
و فيما حذرت الخارجية الروسية، قبل أيام من وجود مخطط للتحالف السعودي باقتحام ميناء الحديدة، نشرت وكالة رويترز تسريب خبري اشارت فيه أن التحالف السعودي طلب من الامم المتحدة الاشراف على الميناء، غير أن الامم المتحدة ردت قبل يومين عن طريق متحدثها فرحان حق برفض الطلب.
و دعت روسيا عقب تحذير خارجية من اقتحام ميناء الحديدة، مجلس الأمن للانعقاد، و الذي أكد في جلسة مغلقة ضرورة الحل السلمي في اليمن.
هل سيتغير الموقف الروسي..؟
محللون يرون أن الموقف الروسي بدأ يأخذ منحى مغاير باتجاه الحرب في اليمن، بعد تحذيرات الخارجية و دعوة مجلس الأمن للانعقاد.
و رجحوا أن تذهب روسيا بموقفها من الحرب في اليمن إلى اتخاذ موقف جديد من الحرب اليمنية، التي باتت تنزلق باتجاه الصراع الدولي.
و أشاروا إلى أن روسيا بدأت تستشعر بخطر توجه التحالف السعودي و من خلفه أمريكا و بريطانيا للسيطرة على الساحل الغربي لليمن، و الذي سيجعل من البحر الأحمر خاضعا لسيطرة خصوم موسكو، ما يعني ابعادها تماما عن التواجد في البحر الأحمر.
و أكدوا أن روسيا باتت معنية بالدفاع عن حضورها العالمي كقوة عالمية، و هو ما يعني تدخلها سياسيا و ربما عسكريا لوقف تمدد خصومها في الساحل الغربي لليمن.
و كانت وسائل اعلام تحدثت خلال اليومين الماضيين عن طلب روسيا الانضمام إلى اللجنة الرباعية المعنية باليمن، و التي تضم الولايات و بريطانيا و السعودية و الامارات.
و في حال صح ما تم الترويج له من قبل هذه الوسائل، فإن ذلك مؤشر على رغبة روسية للتواجد بشكل فاعل في الملف اليمن، خاصة و ان مخرجات اللجنة الرباعية، بات ولد الشيخ يمنحها الصفة الأممية، و هو الذي اصبح يحضر باستمرار اجتماعات الرباعية في الأشهر الأخيرة.
قصف مكثف
و أكدت مصادر محلية، أن بارجات التحالف السعودي، قصفت في الساعة الأولى من فجر الخميس 23 مارس/آذار 2017، منطقة الفازة بمديرية التحيتا، و هي المنطقة التي تنتشر فيها أشجار النخيل بشكل كثيف.
و ظهر الأربعاء قال موقع العربي ان مصدر قيادي في أنصار الله، أكد له أن هجوم بحري شنه 6 زوارق حربية للتحالف، بعملية انزال جنود في ساحل التحيتا، غير أن الهجوم احبط، ما ادى إلى مقتل جندي اماراتي و أسر أخر و مقتل 4 من شرطة خفر السواحل اليمنية، دون ان يتم الاعلان رسميا عن ذلك.
مراقبون يرون ان قصف ساحل الفازة هدفه تدمير أشجار النخيل في المنطقة، بما يؤدي إلى عدم استخدامها من قبل مسلحي أنصار الله و الجيش المساند لهم كمكان للتحصن و الاحتماء، لمنع أي تقدم عسكري.
هدفان للانزال البحري
مصدر عسكري، أكد لـ”يمنات” ان تصاعد القصف على ساحل الحديدة بشكل يومي، مؤشر على معركة وشيكة، غير أنه أشار إلى أن تراجع القوات الموالية للتحالف السعودي من مشارف قرية الزهاري، شمال مديرية المخا، إلى شمال مدينة المخا غرب تعز، قد يدفع التحالف السعودي إلى الاعتماد على أسلوب الانزال البحري.
و أوضح أن أهناك معلومات مؤكدة حول 3 عمليات انزال جرت خلال الاسبوعين الماضي و الحالي، في سواحل الخوخة و التحيتا.
و لفت المصدر إلى أن استراتجية التحالف و القوات الموالية له، ربما تعتمد على انزالات بحرية في أكثر من مكان في مديريتي الخوخة و التحيتا ابتداء، تحت غطاء جوي و قصف بحري كثيف، بما يساهم في التموضع في بعض المناطق، قبل أن تحاول القوات المنزلة بحرا في الساحل اللتحام فيما بينها، غير أنه أشار إلى أن هذه الخطوة محفوفة بمخاطر فناء القوات المنزلة، خاصة و أن أنصار الله و الجيش المساند لهم يجيدون حرب العصابات، عوضا عن تحصنهم في مناطق منتشرة على الساحل.
و بحسب المصادر يمكن أن يكون هدف التحالف من الانزالات البحرية، سحب القوات المنتشرة في السلسلة الجبلية الممتدة من باب المندب إلى جبل النار بالمخا غرب تعز ، إلى سواحل الخوخة و التحيتا و الدريهمي بالحديدة، بما يقلل من الحاميات العسكرية في تلك المناطق، و هو ما سيتيح له تنفيذ هجوم مباغت على جبال العمري و مدارس و حوزان و النار، و السيطرة عليها لتأمين مدينة المخا، قبل التحرك تحت تأثير الصدمة باتجاه الخوخة.
تحركات بحرية واستدعاء جنود
و تفيد تقارير صحفية ان بوارج و قوارب حربية للتحالف بدأت منذ بداية الاسبوع الجاري بتكثيف تحركاتها قبالة سواحل مديريتي الخوخة و التحيتا، و تنفيذ قصف شبه يومي على عدة مناطق في المديريتين، فيما تحلق طائرات استطلاع بدون طيار بشكل مستمر منذ الأسبوع المخا على طويل الشريط الساحلي الممتد من ميدي شمالا إلى باب المندب جنوبا، عوضا عن القصف الجوي المستمر.
و في ذات السياق، استدعت قيادة التحالف السعودي في عدن، الأسبوع الماضي مجندين تم تدريبهم قبل أشهر في معسكرات رأس عباس و بير أحمد غرب عدن و العند بلحج إلى معسكر في منطقة صلاح الدين غرب عدن، إلى جانب استدعاء عناصر من قوات الحزام الأمني منحت اجازة عقب انسحابها قبل أكثر من شهر من محافظة أبين.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا